Wednesday, August 15, 2012

هل تفكر في تربية القطط؟


   في مجتمعنا هذا، تعتبر تربية القطط من الأمور الكمالية، لا يفكر بها إلا من يعيش حياة رفاهية ولديه متسع وافرٌ من الوقت لا يدري ماذا يفعل به. منذ صغري وأنا أعشق القطط وكنت أتمنى أن تتاح لي الفرصة يوماً للحصول على أحدها، للأسف كانت أمي -حفظها الله- (كمعظم الأمهات الكويتيات) لاتحب القطط، بل تخاف منها، فكان ذلك هو العائق الذي حال بيني وبين الحصول على رفيق صغير. شاءت الأقدار أن يكون الاغتراب من نصيبي وأن تعرف الوحدة طريقي، فقمت باستغلال الظروف لصالحي لتحقيق أحد أحلام طفولتي، الصديق الناعم الدافيء
ولكن الأمر لم يكن سهلاً كما اعتقدت، فتربية الحيوان الأليف مسؤولية بالضبط كمسؤولية تربية طفل صغير لا يكبر. وكما نحضر للمولود الجديد حاجياته قبل وصوله، فالقط أيضاً يحتاج للتحضير له قبل وصوله.  وللعلم، لتتمتع بوجود القط في حياتك قبل منزلك، عليك أن تعتبره كفرد من العائلة، وتكون مستعداً للقيام ببعض التغييرات في منزلك ليتكيف هذا الكائن الصغير في منزله الجديد
قد يظن البعض أنني بالغت في اهتمامي، لكنني أؤكد لكم بعد مرور أكثر من عام، لم أندم قط على تربية هذه الحيوانات الصغيرة الدافئة المليئة بالحنان. كنت أقرأ أن الغرب يشجع على تربية القطط لا للتخلص من القطط السائبة في الشوارع فقط ولكن لأن الدراسات أثبتت أن المسح على فرو القط الناعم يخفف الضغوط اليومية ويقلل من ارتفاع ضغط ا لدم خصوصاً لأولئك الذين يعانون من الوحدة وكثرة الضغوط النفسية. واكتشفت مع مرور الوقت أن كل ما قرأت كان صحيحاً، بل إن هذه الكائنات الصغيرة تخترق قلب صاحبها دون يشعر تدريجياً  إلى درجة لا يشعر بها إلا من مر بالتجربة ذاتها، لذا فلن يفهمها باقي البشر ونحن لا نجرؤ على الاعتراف بهذا الكم من الحب الذي نكنه لهم. ظُلمت القطط كثيراً في وصفها حين قارنها البعض بالكلاب وقالوا بأنها مخلوقات عديمة الشعور والذكاء، الحقيقة هي أنها حيوانات مليئة بالذكاء والعواطف لكنها مستقلة بطبيعتها الأمر الذي يجعلها قادرة على الاستغناء عن صاحبها لبعض الوقت، ففي الوقت الذي يتصرف فيه الكلب كالخادم لصاحبه، يتصرف القط كالملك ، ويتعامل مع صاحبه كما يريد هو لا كما يريد صاحبه. وللعلم كل قط له شخصيته المستقلة المنفردة عن غيره، وكلما استطاع صاحب القط فهم رفيقه، شعر معه بالراحة أكثر
وبما أنني أحببت تجربتي، فقد قمت لا شعوريا بنشرها كلما استطعت ، الأمر الذي شجع الكثيرين على تربية أحد القطط، لكن السؤال الأكثر تداولاً كان: أرغب في تربية قط لكنني لا أعرف ماذا أفعل، فقررت أن أكتب بعض الملاحظات في هذا المقال تساعد أصدقاء القطط الجدد على اتخاذ القرار والتحضير للضيف الجديد 
أولا: إن كنت تنوي فعلاً أن تقوم بتربية حيوان أليف، عليك أن تعلم أن هذا الحيوان سيكون فرداً من العائلة،   وأنك مسؤول عنه ومساءل عنه أمام الله تعالى، فهناك. العديد ممن يمتلكون قطيطاً صغيراً فقط لأن أحد أطفالهم أراد الحصول عليه -كلعبة-! فإذا كبر أو ملوا منه قاموا برميه في الشارع!! ذلك لا يجوز، فالقطط حين تكبر وتعتاد على سهولة الحصول على قوت يومها، لا تستطيع التأقلم بسرعة على حياة الشوارع.  لذا فكروا ملياًّ فالقطط تعيش ما يقارب العشرين عاماً، فهل أنت مستعد لهذا الاتزام؟
ثانياً: فكر وابحث عن الفصيلة والنوع المناسبين لك، تعددت فصائل القطط فهي تختلف من ناحية الشكل والحجم والشخصية أيضاً... فحين تفكر في اقتناء قط، قم بالبحث عن الفصيلة المناسبة لك. بالنسبة لي قمت بالبحث مراراً وتكراراً فوجدت أن فصيلة القطط البريطانية قصيرة الشعر هي الأنسب لي، فهي قطط مستقلة حنونة وذكية ، وفروها متوسط الطول لا يحتاج لعناية شديدة. فوجدت أنني استطيع تركها وحدها اذهب للعمل ولا أحتاج لتمشيطها يومياً كما تحتاج بعض الفصائل. ولا تنسى السؤال عن تطعيم القط وعن حاجته إلى المزيد من التطعيمات.
ثالثاً: قم بتجهيز المكان المناسب لهم، بالرغم من أن القطط تقضي ثلثي حياتها تقريبا في النوم، إلا أنها تحب اللعب في باقي الوقت، جهز لهم مكاناً يناسب لعبهم، أشجار القطط من الأماكن المفضلة لهم، وللعلم هم لا يحتاجون لألعاب باهضة الثمن، قد تكون العلب الفارغة والكريات الاسفنجيه ومؤشر الليزر ألعابهم المفضلة. بالنسبة للطعام، قدم لهم الطعام المناسب لأعمارهم ونوعياتهم، القطط تحتاج لطعام غني بالدهون والبروتين، كذلك عليك الحذر من بعض الاطعمة السامة أو التي تسبب الحساسية للقطط.  بالنسبة للصندوق الترابي، فعليك اختيار نوع التراب المناسب لهم، والحجم المناسب لهم، حاول أن تختار نوعاً طبيعياً قدر. المستطاع ولكنه لا ينثر الغبار الذي يؤدي إلى الدخول إلى رئة القط. ولا تنسى الحصول على عامود الخدش فهو الحل الوحيد الذي يجنب أثاث منزلك الخدش من قبل القط، فهي تجد به بديلاً عن الأثاث، وجدتها تفضل ذلك النوع الملفوف بحبل فهي تستمتع فيه كثيراً.
رابعاً: اجعل منزل آمناً للقطط: القطط كائنات فضولية، تحب الاستكشاف، وهي لا تفتأ تبحث عن أماكن للاختباء، حاول أن تسد الثغور والأماكن الصغيرة التي لا تستطيع أن الوصول إليها في حال دخل القط وانحشر في ذلك المكان، خصوصاً خلف الأجهزة الكهربائية. كما أنه عليك الحذر من الآن وصاعداً حين تقوم بفتح وإغلاق الأدراج أو الخزائن، فقد يكون القط محبوساً هناك ولم تشعر به أثناء دخوله. ومن أهم الملاحظات، إياك ثم إياك وترك النوافذ مفتوحة خصوصاً إن كنت تعيش في طابق مرتفع، حتى ولو مقدار سنتيمترات قليلة، فالقط قد يحشر نفسه هناك ويقع ضحية إهمالك. فحين ترغب في تهوية أحد الغرف، أنصحك بأخذ القط إلى غرفة . أخرى. ويجدر بالذكر أيضاً أن بعض النباتات المنزلية قد تكون سامة للقطط في حال ابتلعتها، فقد تحتاج لأخذ هذه النباتات إلى مكان لا تصل إليه القطط.
أتمنى أن يكون هذا المقال قد ساعد البعض في اتخاذ القرار وإجراء الإعدادات اللازمة. رجاءً لا تترددوا في طرح أي تساؤلات تطرأ على بالكم، كما أنني سأقوم بطرح المزيد من المقالات حول هذا الموضوع لاحقاً
تمنياتي لكم بأوقات سعيدة مع من تحبون