Monday, August 22, 2016

"بلغوا عني ولو آيه" فهل بلغنا؟


عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما : أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - ، قَالَ : (( بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً ، وَحَدِّثُوا عَنْ بَنِي إسْرَائِيلَ وَلاَ حَرَجَ، وَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّداً فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ )) . رواه البخاري

ذُكر هذا الحديث الشريف في برنامج بالقرآن اهتديت، ذلك البرنامج الذي كان يعرض طوال الشهر المبارك بعد الفطور مباشرةً. كان يذكر قصصاً لأناسٍ حديثي الإسلام نسبياً، والعربية ليست اللغة الأولى لأغلبهم. فيستذكر كيف قصة إسلامهم وماذا فعلوا لينشروا هذا الدين الفضيل. 
للأمانة لم أتابعه جيداً لوقوع وقته مع وقت صلاة المغرب. لكن المقتطفات التي شاهدتها منه كانت كافية لتجعلني أتساءل:  هذا ما فعله حديثي الإسلام ممن لا يتكلمون العربية لذا فهم يواجهون صعوبة في فهم القرآن، ومع ذلك فقد اهتدوا بالقرآن، فماذا فعلنا نحن؟ من جُبلنا على ملة الإسلام منذ جئنا إلى هذه الدنيا، ومن نتحدث اللغة العربية بطلاقة. وحين ذُكر هذا الحديث الكريم لسيد البشرية عليه أفضل الصلاة والسلام. خجلت من نفسي، وجعلت أحاول أن أستذكر ما إذا كنت فعلاً قد بلغت ولو آية واحدة طوال تلك السنون التي مضت وأنا في بلاد الغربة.
فهاهو العمر يمضي بنا ونحن نحاول تحقيق النجاحات والإنجازات ،ولا ندري أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال: (( فَوَ اللَّهِ لَأَنْ يُهْدَى بِكَ رَجُلٌ وَاحِدٌ خَيْرٌ لَكَ مِنْ حُمْرِ النَّعَمِ ))

[ متفق عليه عن سهل بن سعد]
فهل هناك إنجاز أفضل؟ وهل هناك شيء أجمل؟ وما هو النجاح الذي يوازي هذا النجاح؟ 
قد نقول إنه فات الأوان، وقد نقول بأننا لا نستطيع عمل شيء وسط الظروف الراهنة حيث أننا لا نستطيع أن نسافر أو أننا لانملك الإمكانيات اللازمة لذلك. ولكن مهلاً
حين كنت أستمع لقصص المقبلين على الإسلام وجدت أن أغلبهم حين يرغبون بالتعرف على الإسلام فإنهم يلجؤون لشبكة الانترنت للحصول على بعض المعلومات ومن ثم يتوجهون للمراكز الإسلامية والمساجد في بلادهم التي قد لا تكون قريبة من مساكنهم. كما أن بعضهم لم يكونوا يفكرون بالإسلام ولكن آيةً كريمةً تستوقفهم فتجعلهم يفكرون في حالهم، ويبدؤون بمراجعة معتقداتهم، ومن ثم دخولهم إلى ديننا الحنيف
لذا جاءتني هذه الفكرة التي اعتقد أنها سهلة جداً، تساعد في نشر قرآننا الكريم وتوجيهاته الكريمة وأحكامه النيرة من جهة، وتساعدنا في نشر الإسلام من الجهة أخرى. أعتقد أننا جميعاً نشارك في أحد برامج التواصل الاجتماعي، مثل تويتر أو فيس بوك، فلم لا نقوم بنشر آية واحدة على الأقل كل يوم من قرآننا الكريم مترجمة باللغة الانجليزية أو غيرها، فلننشر تلك الآيات الكريمة التي تدعو للتواد والترابط والتراحم، أو الآيات التي تقص علينا قصص الانبياء عليهم السلام ليعلموا أننا نؤمن بجميع الأنبياء ونحبهم جميعاً. أو الآيات التي تحكي قصص بني اسرائيل أو المسيحيين أو غيرها. 
أذكر ذات مرة أنني كنت أتحدث مع زميلي الأمريكي جون عن الرسل والأنبياء. فبحثت ووجدت قائمة بأسماء جميع الأنبياء باللغة الانجليزية فأريته إياها وقلت له: انظر نحن لا نؤمن بمحمد -عليه الصلاة والسلام- وحده ولكننا نؤمن بكل هؤلاء الرسل والأنبياء. وما زلت حتى اليوم لا أنسى ردة فعله وكيف ارتعد وأخذ هاتفي من يدي - الذي كان يحوي القائمة - ثم قال: أريني، أريد هذا الموقع لأقرأه. ومازلت لا أنسى كيف كانت دهشته حين كنت أشرح له عن الحج فأريته صورة الحرم . فقال لي كل هؤلاء الناس؟ قلت نعم يأتون من مشارق الأرض ومغاربها. فلا تستقلوا القليل فأحياناً يكون هذا القليل مفتاح لفيض كثير. ويكون لكم الأجر في النهاية. 
هناك فكرة أخرى أيضاً طرأت على بالي، وأحببت أن أتشاركها معكم وأتشارك أجرها معكم. وجدت مدونة تنسخ كتاباً يقارن بين الانجيل والقرآن لكاتبها السيد/ ناصر المغامس. وكل هذه المقارنات باللغة الانجليزية. وحتى أنها تنشر كيف أن الانجيل يناقض نفسه. ففكرت أنه يمكننا نشر هذه المدونة لتتسنى قراءتها لأكبر عدد ممكن من البشر. علهم يتفكرون. كما يمكننا في كل يوم أن نختار موضوعاً وننشره. أو نتكلم عنه.
عنوان المدونة الاليكتروني هو: 

لنعمل بصمت على نشر ديننا، بالحكمة والموعظة الحسنة، لندافع عنه على الأقل مما ينشر عنه من إشاعات مغرضة. 
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته 

No comments: