Saturday, February 25, 2012

سيرك دو سوليي (Cirque du Soleil)

   لم أحب المهرجين قط، ولست من كبار المعجبين في السيرك، إلا أنني عندما أحضر عروضهم، أشعر كأنني وجدت آلة الزمن وسافرت بها إلى الماضي لأعود طفلةً صغيرة، أتابع العرض بشغف، ويدفعني الفضول لأنتظر بلهفة ماذا سيحصل في اللحظات القادمة، تترنم حواسي بموسيقاهم الرائعة، ويتلون عالمي بأضوائهم ولوحاتهم المتكاملة، أضحك بكل صدق على نكات مهرجيهم، وأبكي في نهاية العرض لأنه انتهى، كنت أمزح ... أنا لا أبكي.. لكن لا يسعني في نهاية العرض إلا الوقوف والتصفيق بحرارة ناسيةً من أنا وكم مضى من عمري، ليوقظني هذا التصفيق إلى عالم الواقع، وأجدني امرأة راشدة تصفق لمجموعة من البهلوانات هم في الحقيقة يأخذون الفن بجدية أكثر من معظم ممن نسميهم بالفنانين في عالمنا العربي.. للأسف. فأحمل سنيني التي صحوت عليها وأخرج -بكل ثقل- من عالم الأحلام الذي عشته إلى عالمي الواقعي.
   هذا هو سيرك دو سولي (Cirque du Soleil) ويعني سيرك الشمس باللغة الفرنسية، والسيرك كندي المنشأ، أسسه غاي لاليبيرتي (Guy Laliberté) في عام ١٩٨٤ الذي يعرف السيرك بأنه "خليط درامي من فنون السيرك وفن الشارع".
   بدأ السيرك في عرض "الرحلة العظيمة لسيرك دو سولي" (La Grand Tour du Cirque du Soleil) الذي لاقى نجاحاً كبيراً. وقد توسع السيرك بسرعة بالغة بين عامي ١٩٩٠-٢٠٠٠م. حتى وصلت عروضه إلى ١٩ عرضاً في ما يزيد عن ٢٧١ مدينة في جميع قارات العالم .. عدا انتراكتيكا طبعاً. يعمل في هذه العروض ما يقارب ٤٠٠٠ شخص من أكثر من ٤٠ دولة. أما أرباحه فهي ما يقارب ٨١٠ مليون دولار سنوياً ما جعل (لاليبيرتي) يملك ٢.٥ بليون دولار (مارس٢٠١١) فيكون ترتيبه الحادي عشر من أغنى الناس في كندا، و٤٥٩ في العالم، يذكر أن العروض الدائمة المقامة في مدينة لاس فيجاس تعرض لما يزيد عن ٩٠٠٠ متفرج في الليلة (٥٪ من زائري هذه المدينة)، أما عن باقي العالم فهو ما يزيد عن ٩٠ مليون متفرج. 
   في عام ٢٠٠٨م  اشترت شركتي عالم الاستثمار والنخيل ٢٠٪ من أسهم هذه الشركة، وقد عُقِد العزم على إنشاء عروض دائمة في دبي في عام ١٠١٢، إلا أن الأزمة الاقتصادية حالت دون ذلك.
وقد سماه (لاليبيرتي) ب"سيرك الشمس" لأن الشمس ترمز للشباب والطاقة وهذا هو محور السيرك. وما يميز هذا السيرك هو أن عروضه لا تحوي الفقرات التقليدية للحيوانات، مما جعله يصنف بالسيرك الحديث. فكل عرض يحتوي موضوعاً من هذا العالم وقصة تسرد بطريقة خاصة، وما يساعد أكثر في جذب اهتمام المتفرج هو الموسيقى الحية المتواصلة الخاصة بموضوع العرض.
  إبداعات السيرك فازت بجوائز عديدة، منها جائزة بامبي (Bambi Award) عام ١٩٩٧م، جائزة وردة الذهب (Rose d`Or) عام ١٩٨٩م. جائزة دراما ديسك (Drama Desk Award) عام ١٩٩١ و ١٩٩٨. ثلاث جوائز جيميناي أي الجوزاء (Gemeni Awards). أربع جوائز آيمي برايم تايم (Prime Time Emmy Awards). ونجم هوليوود ووك اوف فيم (Hollywood Walk of Fame).







مشاهدة ممتعة أتمناها لكم.. 












  





  • المصادر: